حقيقة مقولة | العدو من أمامكم والبحر من خلفكم وحرق السفن !

0
مُقَدِّمة :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله  : 
أشتهر كثيراً وخصوصاً من أهتم بالتاريخ الإسلامي في الأندلس مقولة طارق بن زياد عن فتح الأندلس بأنه حرق السفن التي أتى بها من المغرب العربي وقال لتحميس الجيش 
"البحر من ورائكم والعدوُّ من أمامكم، فليس لكم نجاة إلاَّ في السيوف"

فقد شرعت أنا بمحاولة البحث والقراءة وسماع بعض الدروس عن الأمر فقد ورد وبالإجماع بأنها باطلة ولو وافقها بعض المؤرخين الغربيين المعتمدين على المصادر الأوروبية وهذا ما نتج عن بحثي في هذا الأمر وللإشارة كلها من مصادر عربية منها ما نقل ومنها ما دوَّنَ  , أترككم مع الباقي :




ليس لها سند صحيح في الروايات الإسلامية فهي لم ترد ابداً :
في كتابات المسلمين والكل يعرف بأن للمسلمين علوم كثيرة بشأن الروايات من حيث صدقها وبطلانها فهي لم ترد ابداً في كتبنا
إنما جاءَتْ في المصادر الأوروبية التي كتبت عن مَوْقَعَةُ سهل برباط او وادي لكة المعركة التي فتح بها المسلمون جنوب إسبانيا او البرتغال حالياً.


الرد والتعليق من موسى بن نصير او خليفة المسلمين  :
 أنه لو حدث فعلاً بأن حرق طارق بن زياد سفنة فكان بلا شك بأنه سيكون هناك رد من موسى بن نصير او الخليفة ولو كان أمر هذة الرواية صحيح لحدث تداول ورسائل بين طارق بن زياد وموسى بن النصير ولو نظرت عبر التاريخ الإسلامي كل ما حدث أمر جديد مع قائد في الفتوحات إلا وأستشار به خليفة او أحد من كبار الجيش وعلى الأقل يجب أن يكون هناك تعليق من علماء المسلمين بجواز هذ الفعل او عدمه وكل هذا لم يرد في الروايات الإسلامية ولا حتى الأوروبية.

ماذا لو أحتاج مدد من المغرب العربي  ؟
 ماذا لو أحتاج المسلمين إلى مدد كبير فهذا أمر يحتاج إلى تفكير; وسيعلم كل من هو عاقل بأن من يقدم على هذا الأمر إما أنه مجنون أو أنه يريد للمسلمين الهلاك وهذا ما لم يحدث.


إشاعة المصادر الأوروبية لهذة الرواية  :
 لأن الأوربيين لم يستطيعوا أن يُفَسِّروا كيف انتصر اثنا عشر ألفًا من المسلمين الرجَّالة على مائة ألف فارس من القوط النصارى في بلادهم وفي عقر دارهم، وفي أرض عرفوها وألِفوها؟!  ففي بحثهم عن تفسير مقنع لهذة الرواية  إن طارق بن زياد قام بإحراق السفن لكي يضع المسلمين أمام أحد أمرين: الغرق في البحر من ورائهم، أو الهلاك المحدق من قِبَل النصارى من أمامهم، وكلا الأمرين موت محقَّقٌ؛ ومن ثَمَّ فالحلُّ الوحيد لهذه المعادلة الصعبة هو الاستماتة في القتال؛ للهروب من الموت المحيط بهم من كل جانب؛ فكانت النتيجة الطبيعية الانتصار، ولو كانوا يملكون العودة لكانوا قد ركبوا سفنهم وانسحبوا عائدين إلى بلادهم.
والحق بأن الأوروبيون لا يستطعيون أن يفقهوا القاعدة الربانية القرآنية العظيمة
{كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}

ومن هنا فقد حاول الأوربيون أن يضعوا هذا التفسير حتى يُثبِتُوا أن النصارى لم يُهزَمُوا في ظروفٍ متكافئةٍ، وأن المسلمين لم ينتصروا إلاَّ لظروف خاصة جدًّا.

حاجة المسلمين لتحميس من عدمة  :
أن المسلمون لا يحتاجون لتَحميس من قائد الجيش او غيرة فإن هذا الجيش أتى طالباً الموت والشهادة فكيف لقائد ورع مثل طارق بن زياد المتكلم باللغتين العربية والأمازيغية المتعلم على يد موسى بن نصير أن يغفل هذا الأمو العظيم وهذا دليل آخر بأن هذة الرواية باطلة ولم تحدث أبداً .


حِنكة وتاريخ طارق بن زياد تمنعة من فعل هذ الأمر  :
قطع خط الرجعة على جيشة فماذا لو انهزم ووجد نفسة بأنه دون سفن للرجعة لفنى الجيش وقتلوا ولما وَصْلَةُ  مدد كما تحدثناً سابقاً وهنا نشير بأن لو حصلت فهي مخالفة شرعية صريحة 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}


أي أن هناك احتمال ان ينسحب المسلمون من ميدان المعركة إما تحيزاً إلى فئة  وفئة المسلمين هم أهل المغرب في الشمال الإفريقي فكيف يعقل بأن يحرق طارق بن زيادة سفنة فيقطع خط الرجعة على الفئة المتحيز لها او يقطع على نفسة التحرف إلى قتال جديد 
وهذا تجاوزاً شرعياً صريحاً فلا يستقيم بأن يحرق شخص بمثل ورع وتقوى وجهاد طارق بن زياد سفنة ومخالفة شرعية وما كان  لخليفة المسلمين او موسى بن نصير او حتى علمائهم بأن يسكتوا عن هذا التجاوز الكبير إن كان حدث !


السفن التي تنقل بها طارق بن زياد  ليست له  !
 وهنا نشير إلى أمر جهلة كثير من الناس بأن السفن التي مع طارق بن زياد ليست له ببساطة فكان يملك جزء صغير منها والباقي إلى حاكم إسمه "يوليان" الذي كان عدو لملك القوط النصارى في الأندلس فعرض المساعدة على طارق بإمدادة بسفن مقابل بعض الأراضي التي كان يمكلها في الأندلس .




على ماذا تنقل موسى بن نصير من المغرب الى الأندلس بعد الفتح  ؟
عندما جاء المدد بعد نصر المسلمين بقيادة طارق بن زياد في معركة سهل برباط من موسى بن نصير بعدد قوامه 180000 جندي اتوا على نفس السفن التي جاء بها طارق بن زياد فهل يعقل بأنها رجعت بعد حرقها !



الفاصل الزمني الكبير بين الفتح وأول تدوينة للراوية {أوروبياً}

 إن رواية الحرق دونت لأول مرة في القرن الخامس الهجري أي بعد فتح الأندلس بأكثر من ثلاثة قرون ولم تؤيدها أية رواية أخرى . فهذا دليل آخر بأن هذة الرواية باطلة وكان الله بالسر عليم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © الإسلام و الأندلُس | تاريخ وحضارة

تصميم الورشه